رسائل من🤍

تغريدات ومعانٍ

تغريدات ومعانٍ

-1-

في عرف الحق، قبل الحقيقة، فإن المواقف كل متكامل، فإما أن تكون في مستوى الرجولة، فتكون أنت الأمة ولو كنت وحدك  وإلا فإنك جزءء من العمالة والخنوع والخذلان، حتى وإن كانت صلاتك وحجك وعيدك سجاد وستائر الكعبة ، فالقضية بميزان المواقف ومعيار التاريخ ومكونات الأمم، مواقف، هي الفصل بين الجد واللعب، مواقف، لا تحتمل كما لا تقبل منتصف الأشياء ومنتصف المسافات ومنتصف المسيرة، مواقف، حين تجبرك الأحداث على عيشها، فإنه لا مجال فيها لمسافة ومساحة منتصف الأشياء..
-2-
مشكلة البشرية بشكل عام ومصيبة إنسان هذا العصر، بشكل خاص، أنّ ذاكرة السمك، أصبحت مرادفا لحاضر بشري، تَعَوّد إنسانه على القفز عن أمسه القريب قبل البعيد، وكل ذلك، حتى يتسنى له استهلاك لحظته غير مبال بالقادم المتربص به، فمثلا لو عدنا فقط إلى أربع سنوات خلت، ورأينا كيف كان “العالم” كله، يتنفّس حدودا اسمها “كورونا” وعنوانها فناء بشري، هطل على حين غرة، فغيّر حياة البشر ورهنها بجرافات قبور كانت “تردم” الناس بالجملة، لو عدنا لذلك التاريخ القريب، وقمنا باستدعاء، صور الكابوس البشري في ذلك الحين ثم رأينا حال ذات البشر اليوم، لفهمنا أنّ مشكلة ومصيبة شعوب العالم، لم تكن في “كورونا”، ولدت فجأة من “وجبة” خفافيش صينية ثم اختفت بنفس “الفجأة”، مع أول طلقة من بندقية دب روسية في غزو أوكرانيا، ولكنها، أي مشكلة شعوب المعمورة، في ذاكرة سمك صغيرة، وفي عقل بشري عام، تمت إقالته كما تم تغييبه إلى الدرجة التي لم يتساءل فيها أحد من ملايير إنسانه: أين ذهبت كوورنا؟ وكيف اختفت؟ وأي سحر ذاك، الذي أبطل بين ليلة وضحاها كابوسا عالميا، كان هو الرعب المعولم، الذي جرفت “مزنجراته” ملايين البشر، ليتم قلب الصفحة في رمشة عين، وكأنه لا شيء حدث؟
-3-
حين ترتيط صفات “المحارب، القناص، قلب الهجوم ،رأس الحربة، خط الدفاع ووو” ، قلنا، حين ترتبط تلك المسميات والألقاب والصفات بالملاعب ومباريات الكرة ، فلا تسأل أمة الملاعب ولا عقلها الجمعي عن غز..ة والقد..س وأطفال فلس/طين ،ولكن فقط  سل عن أخبار الكرة وكيف سجل فلان هدفا “تاريخيا” بعقب كعه وبوعه، وكيف هتف الناس مكبرين لدخوله للتاريخ..التاريخ الكرة!!  هي حقيقتنا فلا داعي لأن نزايد بكوننا أمة مادام كل محاربينا وقناصينا وخطوط هجومنا وعقولنا في الملعب ولا شيء غير…اللعب!
-5-
ذات مرة من تاريخ سابق لجولدا مائير،وفي اجتماع مع بعض الكتاب والإعلاميين  الإسرائيليين، سألت أم اليهود كاتبا بولنديا بصفته ضيفا حضر اجتماع رئيسة الوزراء مع الأسرة الإعلامية، عن انطباعه بعد زيارته لإسرائيل، فقال لها:  “العروس جميلة ولكن لديها عريس”وأمام حجم صدمتها من اجابته ردت عليه  أم اليهود بغطرسة:  “وأنا أشكر الله كل ليلة، لأن العريس كان ضعيفًا، وكان من السهل أخذ العروس منه”
-6-
كيف تحول المسلمون إلى مجرد أرقام من قطيع هائم على مليار تعداده وناسه في ربوع الأرض؟ وهل لعنة السامري ، كانت تخص شتات اليهود، أم أنها تخص أمة من مليار ونصف، أضحت هي لعبة الهوان والمهانة والشتات، هي  “خوار” عجل، عاد “عبدته” من بعيد ليؤكدوا للعالم ، أنه لا فرق بين قتل قطة وقتل عربي في عرف الطبيعة، وذلك بعد أن تم إفراغ المسلم من عقيدته، ليصبح جزءا من أضحية تتحكم في دمائها “طبيعة” الاستسلام بدلا من طبع الإسلام، وما يعني ذلك من شموخ وتاريخ ورجال، كانوا هم دولة الفاتحين كما كانوا عنوان كل مسرى قديم  ومعراج قادم تجاه السماء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى