فقدت الساحة الثقافية والفنية، الكاتبُ والسيناريست السوري هاني السعدي.
صانعُ الفنتازيا التاريخية في الوطن العربي … ومنها ثلاثيته الأشهر …
” الجوارح .. الكواسر .. البواسل ” .. وسلسلتا “الفوارس” .. “الموت القادم إلى الشرق “
انتشرت أعمالُه في الوطنِ العربي مع موجة ظهورِ الفضائياتِ العربيةِ في التسعينات … وأسهمَ بذلك في رواجِ الأعمالِ الدراميةِ السورية …
شكَّلَ ثنائيةً منسجمةً مع المخرجِ السُّوري “نجدت إسماعيل أنزور” .. في تناغُمٍ واضحٍ أسفرَ عن شراكةٍ فنيةٍ ناجحةٍ ومستمرةٍ في أعمال متعددة … تُحيلُ إلى الأذهان شراكاتٍ فنيةً ناجحةً أخرى .. كثنائية ” د وليد سيف والمخرج حاتم علي” في الأعمال الفنية التاريخية ..
قد يحصرُ العديدُ من المتلقين الراحل هاني السعدي في أعمال الفنتازيا التاريخية بسبب شُهرتها وذيوعِها اللافت .. لكنه ألَّف اعمالاً اجتماعيةً أيضاً .. مثل : ” دائرة النار ” .. ” حارة نسيها الزمن ” .. أبناء القهر ” … وغيرها ..
رحل اليوم .. صانعُ شخصيةِ ابنِ الوهاج بقوتِه وحكمتِه … وابنِ الرومية بدهائه وحدسِه وحكاياه … وأبي طراقةَ بخُبثِه ومكرِه … وصاحبُ جملة الابن المطعون برمحٍ مغروزٍ في ظهرِه .. المعتدِّ بنفسِه .. بعد أن خابَ أملُ أبيه فيه : ” لو كنتُ أعرِفُ أنك ستفعلها .. ما أدرتُ لك ظهري يا أبي .. “
يرحلُ اليوم … صانعُ الفنتازيا التاريخية … في زمنٍ نعيشُ فيه فنتازيا الواقع .. !