-
رؤية أطفال يرتعشون ويبكون من شدة البرد في شبه خيمة منصوبة فوق المجاري في غزة، تفتت القلوب اليابسة وتدمر إعدادات المشاعر والأعصاب في أي بشر يدعي الانسانية.
-
ما يدمر أكثر من ذلك، هو ذلك العالم الحر!، الذي استطاع دون خجل، تجاوز صور التفحم والنيران والاشلاء وطبع معها، بسبب ضخ الدعاية الصه،،يونية، التي وكأنها أقنعت العالم أن القصف والدمار الذي يتواصل لقرابة 500 يوم، كأنه يستهدف إرهابيي الق،،سام الذين يختبؤون في أقبية المستشفيات والعمارات!!.
-
ماذا يحدث !؟ كيف وصلنا الى هذا التبلد العاطفي، وكأن عقولنا تقوم تلقائيا بقمع مشاعرنا كآلية دفاعية، مما يؤدي بنا إلى ضعف الاستجابة الانسانية لما نراه يوميا من صور ومشاهد تتجاوز قدرة البشر على التحمل ..
-
هل دخل الضمير الجمعي في حالة إكتئاب مزمن فلم يعد يكترث للمآسي؟، بفعل تراكم صور الاشلاء والدمار ! صور وأشلاء من الواضح أنها أتعبت من يشاهدها أكثر من الذي يعيشها ويتجرعها يوميا!.
-
كأننا سقطنا في الفخ!، فخ إنتظار المعجزة! وإنتظار العالم الحر لإنقاذنا! وفخ الدعاية الصه،،يونية التي ضربت العقل الباطن لهذا العالم الحر الذي ننتظره، أصبحنا نتهرب من وجع المشاهد المدمرة التي تذكرنا بعارنا، ربما حتى نعيش بعض الحياة التي نضحك بها على أنفسنا.
-
كانت العادة أن يستمد أهل غ،،زة منا القوة، أصبحنا ننتظر صورة ابتسامة تحدي في ملامح طفل أو شيخ أو عجوز لنشعر أننا بخير!.

0 20 دقيقة واحدة