في الواجهة

ماذا يحدث في ساحة “المدرسة”؟

ما وراء الأكمة..الشجرة و"الغابة"!

•تعودنا في تقاليد المنظومة التربوية أن التلميذ عندما يغيب الأستاذ عن الدرس، يُرغم على البقاء في قسمه أو العودة الى البيت، لأن مكانه ليس في الشارع!
هناك تساهل كبير من قبل الأولياء والإدارة والأساتذة، يساهم في تأجيج فوضى التلاميذ، وهو ما يتلقفه بخبث شديد لصوص الفوضى والإضطرابات، الذين نرى بصمتهم في الشعارات التي يرفعها التلاميذ على صغر سنهم!
•لقد قال وزير التربية كلمته ووعد بتخفيف المناهج و دراسة جدية لأزمة الدروس الخصوصية، وأعتقد أن الوقت كافي للوزارة ليتغير الوضع جذريا نحو الأحسن خلال الدخول المدرسي القادم، وليس بيد الوزير عصا سحرية ليغير الاوضاع في بضعة أيام، ونحن في منتصف العام الدراسي، خاصة أن الوزير الذي سبقه إختار البقاء في مكتبه ولم يحاول حتى الاقتراب من تحدي الاصلاحات، بل فشل حتى في التخفيف من ثقل المحفظة الذي أمر به رئيس الجمهورية خلال حملته الانتخابية 2019.
•ضبط التلاميذ وإعادة الأمور الى مجاريها مسؤولية طرفين اثنين، يجب أن يتحملا مسؤوليتهما فورا. الطرف الأول هو الأولياء الذين عليهم أن يراقبوا أبناءهم ويمنعوا عنهم التواجد خارج الحيزين الطبيعيين هذه الفترة (القسم والبيت) والطرف الثاني هو الاساتذة والادارة معا، عليهم أن يحافظوا على حرمة المؤسسات التربوية ويعود كل واحد الى موقعه، فالتلاميذ أمانة ثقيلة في عنقهم لا يجب تركهم عرضة للإهمال والاستغلال والفوضى.
•موضوع الاصلاحات والتخفيف من المناهج، يجب أن تأخذه الوزارة بجدية كبيرة، خاصة مع تسارع وتطور وسائل التعليم ويجب أن تدرس الوزارة بجد وبمساعدة الخبراء قضية الاستزادة بوسائل التكنولوجيا، وتجيب على سؤال جوهري عجز عنه الأولياء، هو هل الوسائل التكنولوجيا و الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، هل هي وسائل تربوية مساعدة يجب التركيز عليها في مراجعة التلميذ، أم هي وسائل مدمرة للتلميذ يجب منعها عنه! خاصة مع حالة التيهان التي يتعامل بها الاساتذة مع هذا الموضوع، فقد وجدنا أساتذة ينصحون مباشرة بمنع كل هذه الوسائل عن التلميذ في المراجعة حفاظا على تركيزه، ووجدنا أساتذة آخرين يطلبون من تلاميذهم أن يحمّلوا دروسهم من الانستغرام ويعتمدوا على حوليات اليوتيوب في المراجعة! ويستعينوا بالذكاء الاصطناعي في حل التمارين! وهي قضية تربوية حساسة ومصيرية يجب حسمها بيداغوجيا، بضبط التوجيات التربوية المناسبة، التي تسهل على الأولياء القيام بواجباتهم ومساعدة أبنائهم بالطريقة الصحيحة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كل التوفيق إن شاء الله ، إنطلاقة موفقة، أسماء وازنة مثل رابح ظريف ومحمد يعقوبي وشباب آخرين.
    نتمنى أن يكون هذا المنبر مميزا وإن يستمر ويدوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى