أنا ابن هذه المرحلة بكل تجلياتهاوشموخها وانكساراتها..بكيت بومدينها وعمري لا يتجاوز الثماني سنوات…بكيته بحرقة وطن تعرض لليتم على غرّة؛ بكيته كما لم أبك أمي التي زامنت وفاتها وفاته، بكيته ولا زلت أبكي المسخ والدجل والتيه وكل السقوط الذي عشناه بعد أن دفناه جسدا وزمنا وبومدين..بكيته طفلا، وافتقدته شابا
، وها أنا أنعيه كهلا..هو بومدين ولا أحد سواه، من انتهك موته مدامع طفل، لم يكن يفقه حينها شيئا، سوى أن رجلا شامخا، مات، قُتل، سٌمم، غدر به الرفاق، ليغدروا من خلال موته بوطن، ما كان لهم أن يعرفوا أنه أخذه معه في تابوت دفنه..هذا جيلنا الذي لا تعرفون وذاك بومدين والبرنوس الذي تنكرون