أنا المُوقع والمَوقع أدناه
حين قررت، أن أغامر والأصح أتورط في رهان إطلاق موقع رسمي، “شخصي” يكون صوتا مختلفا ورؤية أخرى وقراءة مغايرة لما يجري لنا وحولنا ومن حولنا، حين قررت وقبل أن أفعل ذلك ، تساءلت: ترى أي فارق يمكن أن تضيفه هاته المساحة وسط زخم من المواقع ومن عصرٍ عَج بمهنة “الكلامجية” وبأصحاب الحق الإلهي في تسيير ليس فقط أحوال الناس ولكن في تقرير مصيرهم وحياتهم والأكثر من ذلك في قولبة وتعليب عقولهم وأفكارهم على مقاس، هذه هي “بضاعة” العصر، فإن شئت اعتنقت وإن شئت لعنت وتم رميك خارج العقول المؤطرة..
كان سؤالا صعبا، كما كان “رهانا” أصعب أن تقنع نفسك أنك مختلف عن “القولبة” العامة، وأنه يمكنك أن تثبت لنفسك بكونك لست جزءا من لعبة استنساخ قديمة وتكرار مبتذل، حتى وإن لم تدركه وتدرك كنهه، فأنت في النهاية لست إلا حلقة مجترة منه بمشيئتك أو بدونها، والمهم، بين سؤال : ماذا سنضيف في هكذا مساحة؟ وأي فارق سنصنع، وبين أن واقع المساحات الشاغرة هو من جعل من التفاهة والابتذال والقرف، صوتا ولسانا وواقعا، قُلنا، بين هذا وذاك، طفا إلى سطح الحقيقة، أن كل هذا الابتذال، ذلك السقوط، ذاك الانهيار، ليسوا إلا نتاج وحصاد استقالتي واستقالتك واستقالتنا سواء بسبب عجزنا أو يأسنا أو جبننا..
نعم جُبننا على قول الحقيقة، على تسمية الأشياء بمسمياتها، على رفض، أن نكون حلقة في دائرة القولبة والتعليب العام، الذي طال كل شيء فينا..
هذا الموقع وهذه المساحة..شيء مختلف، أو هكذا نريده، فهو للرؤية المختلفة، للاختلاف المحمود، للصراع الفكري الذي يرفض أن يكون جزءا من لعبة “العوام” وكذا من دورة أن الحقيقة أكبر من أن تكون حكرا على كائن من كان..
هذا الموقع، واقع آخر، تصنعه أفكار متقدة تستفز العقل وتستنفر فيه خلاياه الرمادية، لتزرع فيه أنه ولد ليفكر وليس ليكون تكرارا لنون الجمع “النائم”..
هذا الموقع، لن يكون نسخة من أي مساحة أخرى، هو فقط ..”نحن” كما نريد وليس هُمّ كما يُعلبون..لذلك ولأجل ذلك، فأهلا بكم في مساحة..نحن هؤلاء..نحن الذين لا نقبل التكرار ولا الاستنساخ ولا مجتمع “نسخ لصق”..مجتمع على “عقل” وفكر و”قالب”..عاجن واحد..
هذا الموقع، موقعنا،، مساحة مختلفة، واختلافها لا يلغي الآخر ولكنه يقول للأخر، أني لست أنت ولكن ليست لدي مشكلة أن أكون أنت حين تقنعني ، لا أن تعلبني، فقوتك ضدي أن تدفعني لاعتناقك حقيقة، لا لتعليبي ظلا..
سنكون الإضافة ذلك ما نراه وإن عجزنا، فالهزيمة للشجعان، أما الجبناء فلا يدخلون المعارك أصلا، والعنوان الكامل لمعركة ” البديل”، ورفض الاستنساخ، أنه رغم يقيننا أن الصناعة الوحيدة المزدهرة في العالم هي صناعة الوهم إلا معركتنا هنا ستكون تحديا للغشاوة مهما كان نوعها، فرغم يقيننا أن من يستطيع إيهام الجماهير يصبح سيداً لهم ومن يحاول إزالة الأوهام عن أعينهم يصبح ضحية لهم، إلا أننا لن نتردد أن نكون الضحية وسلاح نزالنا، أن التردد ومهما كانت ضريبته، يكلف ما لا تكلف ألف معركة خاسرة، إذا..فلتكن التكلفة على حجم ما نريده من ضوء تحت دائرة الحقيقة.
“التاريخ سيكون لطيفاً معي، فأنا أنوي كتابته.”
بقلم/ أسامة وحيد