القاضي “الكردي” زركار محمد أمين، رجل اختار الاستقالة على الوقوف في وجه “صدام حسين”، قائلا: من أنا حتى أحاكم الرئيس صدام حسين المجيد؟ وكيف أسمح لنفسي أن أشوه العدالة بهكذا عار،،ليقرر وسط ذلك رمي استقالته في وجه حكومة “بريمر” الأمريكي وكذا العملاء..
نصر رسالة الإستقالة..كان “نصا” تاريخيا، كشف فيه الفرق بين المواقف والعمالة، فرغم أن القاضي زركار كان كرديا، ورغم أن الشهيد صدام حسين، كان مكروها من طرف الطائفة الكردية، على خلفية ما قيل أنه قهر وابادة تعرضوا لها من نظام صدام قبل سقوط النظام، إلا أن القاضي زركار محمد أمين، كان له رأي آخر..
كيف يمكن أن أحاكم “التاريخ”..صدام حسين المجيد، لا يمكن أن يقف وراء القفص..هكذا كان رد القاضي المستقيل..وإليكم نص الإستثقالة، الذي وجهه القاضي زركار إلى رئيس المحكمة الجنائية العليا أنذاك:
“السيد رئيس المحكمة الجنائية العليا.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد…
أتقدم بوافر التقدير والاحترام لسعادتكم وأقدم لكم كتاب استقالتى من إدارة محاكمة الرئيس صدام حسين والآخرين الذين معه. استقالة مسببة… وللتاريخ فإننى أضع أسبابها بين أيديكم راجياً تحقيق العدالة فى عراقنا الحبيب.
1- أنتم تعلمون سعادتكم مدى فداحة الضغوط التى تمارس على إدارة المحكمة من قبل السلطة الحاكمة الحالية، ضغوط دولية وسلطوية لا يمكن للفرد ومهما يكن أن يتحملها، ولا يمكن لأى فرد يملك قليلاً من الشرف أن يتقبلها… فهؤلاء يا صاحب السعادة لا يريدون محكمة تحاكم الرئيس صدام حسين وأصحابه بل يريدون منّا أن نأخذ دور ممثلين فى مسرحية يتم تأليفها وإخراجها من قبلهم.
2- عظمة هذا الرجل صدام حسين وشيبته ووقاره، والحق الذى يقف به أمام المحكمة، تجعل إدارة المحكمة فى موقف ضعف لا تحسد عليه وتجعلنا فى حيرة من أمرنا وصراع كبير بين ضمير عاشق خالص مع بعضه لهذا الرجل العظيم وبين ما يملى علينا من رغبات لمجاميع طائفية لا تملك فى تلك المحكمة غير الحقد والكراهية والطائفية.
3- وفوق عظمة هذا الرجل تأتى عظمة القانون والشرع الذى لا تملكه محكمتنا هذه، فلا قانون سابق يؤهلنا لنحاكم هذا الرجل، ولا قانون جديد يشّرع لنا محاكمته على أعمال قديمة، فانتهينا إلى شعور بأننا أصبحنا مفضوحين أمام ضمائرنا وعيون الشعوب الشريفة.
هذه أسباب، وهناك أسباب أخرى كثيرة، قد استطيع أن اذكر منها؛ إجلالى وتقديرى لشخص هذا الرجل وثقتى بنزاهته وتجرده من أطماع يتقاتل عليها الفرقاء.
عليه أرجو قبول الاستقالة التى لا رجعة فيها ومهما كانت الأسباب… وكان الله فى عون من سوف يجلس على كرسينا هذا حتى ولو اختاروا بديلاً مصنوعاً من الخشب فو الله إن وقف هذا البديل أمام ذاك الرجل فسوف يحى فيه ضميره الخشبي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”..
الوكالات/التحرير