Site icon موقع الأستاذ أسامة وحيد

معركة حياة “الماعز”، تستنفر أُمّة وااا..”تَيْسَاه” !!

     فيما هو أقرب إلى السخرية السوداء مما يجري في غزة من مذابح  وما جرى في ساحها من دماء الأطفال والنساء والرجال، وذلك على مدار عشرة أشهر من إبادة الصمت الأعرابي التي تقابلها وحشية الآلة الصهيونية وما اقترفته حوافر العجل السامري من دوس على حياة الأبرياء والعزل والعجزة، وفيما هو “العار” نفسه حين تتدافع قطعان الماعز للصياح ليس على الذئب الذي يحاصر مراعيها وينتهك شرفها في غزة، ولكن على “بقر” هنديا اقترب من مراعيها فصور حياة الماعز وكيف تحتلب لها حياة الوهم، ثارت ثائرة مملكة آل سعود على ما سُمّي تشويها للملكة و”ماعزها” من طرف “بوليود” الهندية، التي تسللت إلى خيمة آل بن سلمان، لتطعن في سياسة استغلالهم واستعبادهم لليد الآسيوية العاملة وما تعني من قهر وتعذيب واذلال في عرف ما يطلق عليه في السعودية بالكفيل، وبغض النظر على أن السينما تبقى مجرد أفلام يتابعها الجمهور لإيام أو أشهر ثم ينتهي أثرها إلا أن الاستنفار الرسمي الخليجي وبالذات السعودي الذي أثير على هامش الاعلان عن  فيلم “حياة الماعز”، وجعل منه قضية أمة وشرف وثورة للكرامة، يستدعي، أي ذلك الاستنفار، ليس فقط الضحك المباح على حال “الماعز”، ولكن على حال “بكَّة” وعمائم وممالك من ورق و”رِقٍّ”، كان يكفي أن يمر من أمام خيامهم “بقر” هندي، ليصور بعضا من يوميات ماعزهم حتى تُعلن التعبئة العامة، ويقرر كل “طويل عمر” الزحف على نيودلهي الهندوسية والإطاحة ببوليودها السينمائية..

    الغريب في انتفاضة “الماعز” الصادقة الصياح، أن الثورة الخليجية التي لا تعني السعودية فقط ولكن كل دول وممالك وإمارات “الكفيل” وواقع حياتهم مع “خدمهم” ومن تكفلوا بهم، أن  تلك الأنظمة العائلية الثائرة على حقها في “تمعيز” ما تشاء من شعوبها ومن قدسية الأماكن التي تشغل وتتحكم، نست في غمرة ثورة “التيوس” على كرامة الماعز، أن ترى حال الأمة من داخل غزة، حيث “التيس” الذي زحف للثأر لمعزته من “الهندوس”  قفز على أنه بغزة، لا زالت  المعركة أسودا وضراغم ، فيما لا زالت  آلة ووحشية الكيان الصهيوني تحصد أرواح الأبرياء والعزل من الأطفال والنساء والشيوخ،

ومقابل كل ذلك لا زال الموقف الأعرابي من المحيط إلى الخليج، لعبة “تيوس” لا تحسن حين ينادي الوغى والشرف والكرامة رجالهم، إلا “البَلّبَلَة” كصوت تيس، ليس له من زحف إلا  ما ملكت يمينه من “تعترس” تاريخي..

    الضجة التي أثارها فيلم “حياة الماعز” والتي لا زال صداها يصنع الحدث بسبب “البَلّبَلَة” ، لا يمكن اخراجها من معركة الزريبة، حيث ثورة “العتاريس” أو التيوس، غالبا ما تنتهي إلى عدم  بعد أن يُزكم عَرَق ورائحة “التيس”  من هُم حوله، والمهم، في سخرية حياة الماعز من غزوة “البقر” الهندي “المعبود”، أنه من العادي لأمة كان تاريخ وجودها حتى في جاهلية قومها، مرتبط بالفروسية وبألجمة الجياد، أن تثور للماعز وذلك بعد أن حولتها لعبة الخذلان والعمالة والانبطاح لبؤرة ماعز حقيقية، بؤرة، انتهى بها ضعفها وجبنها وتهاويها لأن تتجرأ عليها حتى هند “البوذيين” وعبادة الأبقار والشجر والحجر ، لتمدد حوافر أبقارها إلى خيمها ساخرة من ماعزها، ومتناسية، أن الأصل في حضارة الخيم، أنه أمام ساحة كل خيمة، كانت ترابط كرامة فارس وعزة قبيلة و”عمائم رجال، هُم التاريخ جاهلية واسلاما، لكنها “مسوخ” الزمن من أنهت كل عزة كانت، لتجعل من أمة الجياد أمة ماعز، أينما شاءت إرادة نظام راعي البقر الأمريكي الرعي بها رعت..

  فيلم “حياة الماعز” في حقيقته المرة، ليس إلا زوبعة هندية في فنجان سعودي بشكل خاص وخليجي بشكل عام، وبعيدا عن ردود فعل الحوافر التي استنفرت “تيوسها” وعتاريسها لتجعل من الأمر معركة “كرامة” فقدتها الأمة العربية في غزة، بعد أن تركت ضباع وثعالب وقردة العالم تستفرد أسودها في طوفان أقصاها، لتركبها، أي نفس الأمة في لعبة ماعز ، يعرف العالم جميعا، أنها حقيقة مطلقة، وخاصة أن قصة الفيلم في فحواها، لا تخرج عن كونها حكاية اجتماعية عن “كفيل” استغل وأذل أحد العاملين الهنديين عنده،  لتثور ثائرة بن سلمان ومن وراءه نخبته التي نافقته في تحويل البقاع المقدسة إلى “ملهى” ليلي لكل أنواع الكائنات العارية، ويعلنون الحرب على بوليود، لكن المتناسى في مسرحية “الماعز” أن من ثار دفاعا عن نخوة الكفيل في حادثة العامل الهندي، تناسى، أنه “الكفيل” الذي تخلى عن عشرات الألاف من الأطفال في غزة وذلك في حرب أمة المفترض أن صلاتها كما قبلتها “بكة” المسلمين، وما تعني من تكافل وذود ودفاع عن الأرض والعرض، ما دام الإسلام هو حدود الانتماءء وهو الهوية التي تجمع الأمة من محيطها للخليجها، لكنها لعبة “الماعز” وما حبلته الآلة الصهيونية من مواقف رجالها، من عقرت خيول الأمة وجيادها، فأنهت كل “صهيل” أصيل، لتجعل من “صياح” الماعز ملحمة “تيوس” أعرابية، ولك الله يا أمة “قربا مربط النعامة مني”  في جاهلية ثأرها  و”يا خيل الله اركبي” في عزة اسلامها..

    مجمل القول في معركة الطواحين  الدائرة رحاها حول مراعي ومحالب الماعز، أن المعركة الحقيقية ومن يومها الأول، كانت عجلا سامريا وثيرانا أمريكية القبعة والرعي؛ تآمرت على عرين أمة، أما المستهدف فلم يكن إلا أسود طوفان، تمردت ضراغمه على حلبة “السيرك” المعولمة، ليصنعوا الفارفق والمفارقة التاريخية البطولة،  فيما بقية الأمة الأعرابية على مختلف عمائم تطبيعها وخذلانها وطعنات غدرها، لم تكن إلا زريبة “ماعز” تسوقها عتاريس التطبيع وتيوس الخنوع، والمهم، كنتيجة لما سبق من مسرحية الثورة على ما اقترفته سينما بوليود الهندية، أن “بقر” الهندوس، لم يفعل شيئا، سوى أنه اثبت أن امارات الخليج لن تتردد في الثورة لخيم “ماعزها”، إذا ما اقترب أحد من مراعي “طويل العمر”، أما حين يتعلق الأمر بكفالة أمة، فلتنتهي غزة وفلسطين وحتى “طُهر”  مكة وبقاعها المقدسة، فالأصل في عروش الخم الأعرابي، أن لا تقترب من خيمة “طويل العمر” أو مكانته، وعداها فلا غضبة ولا مساس، وليفعل العجل السامري ما يشاء..

  نهاية الكلام..فيلم “حياة الماعز” زوبعة في فنجان، فالأمة العربية بتاريخها الطويل معروفة، أن حياتها مرتبلطة بحياة “إبل” وصبر وتجلد إبل، لذلك فالفيلم بمجمله، لا يخص إلا عروش الماعز، فيما حقيقة الأمة فإنها “ضراغم” في غزتها، لا  زالت ترسم صورة عن صبر “الجِمال” والإبل وكل ذلك في انتظار أن يستعيد التاريخ جياده ورجاله، بعيدا عن لعبة التيوس من جهة وصياح و”حلب” الماعز في الجهة الأخرى.

Exit mobile version