شؤون دوليةفي الواجهة

قادة دول ورؤوساءحكومات على رأس القوائم.. عصر الشواذ والمهرجين والمجانين

حقيقة العالم ..

المتمعن فيما يجري من تحولات هرمية وسقوط تاريخي لكل ما يرمز للقيم والمُثل والمقوّمات الإنسانية والدينية، سينتهي إلى حقيقة واحدة مختزلها الماجن أن من يحرك المشهد العالمي العام ويعجن فوضاه ويرتب انهياراته من أمريكا إلى أوربا وصولا إلى عروش الخم العربي، ليست إلا يَد واحدة بعمر متعدد ومتراكم التوضيب والاستمرارية والصياغة، فلا شيء تصنعه الصدفة، ولا حقيقة في واقع المسخ العابر للجغرافيات وللإنسان تاريخا ومكونا، سوى أن للشيطان مخابر ثابتة الأهداف والمشاريع والتراكمات، وأن النتيجة التي نعيشها في يوم الناس هذا، ليست إلا نتاج لما تم زرعه وسقيه على مدار سنوات بل قرون من استغلال الفراغ والاستثمار في بقائه، حتى يكون البديل ما نراه اليوم من تهاو وسقوط ومسخ شامل، لم تطل تداعياته فقط جغرافيات الثروة ومنابع ومراكز السيطرة عليها، ولكنها طالت“طبيعة” الأمور والأشياء بدءا من الإنسان كيانا ومكونا، وانتهاء بسنن الكون ذاتها..

 

 

 

 

ماذا يجري في العالم؟ وكيف اتحد ذلك العالم كله ضد رقعة جغرافية لا تتعدى مساحة صمودها بضع كيلومترات ليكون هذا الاتحاد ليس فقط الشاهد على إبادة أهلها ولكن المدعم والمساند والمحصن لجزارها من أي تداعيات ! وهل الأمر يتعلق بالولاءات والتحالفات وحرب المصالح، أم إن القضية أكبر وأعمق وأخطر مما نراه من تسويق موجّه للأحداث على أساس أنها صراع ثنائي بين كيان هجين يسمى “صهيون” وبين ثلة رجال من طوفان أرض صامدة، جرفت ثورته أجندات ومشاريع تتجاوز “دويلة” الكيان، ليصل غرقه إلى دهاليز المخابر التي أنتجت كل هذا الهراء والمسخ، وحين أضحى العالم قاب قوسين أو أدنى من عجن كوكب الأرض على مقاس عاجنه، إذا ببوصلة غزة تعيد عقارب الساعة لصفرها الأول، وتصدم البشرية بأن اللعبة بكل فواعل مسخها أكبر من مساحة غزة،  ولكنه العالم من وقع – كيانا ومكوّنا – رهينة للعبة مخابر قديمة لم تكتف بالتحكم في معيشته وسيرورة بشره، ولكن في مسخ وجوده وإخراجه عن طبيعته الإنسانية، لتقذف به اللعبة القذرة بين شذوذ ومسخ وتحول بهيمي أصبح هو الحاكم الفعلي في القرار الدولي، وبشكل خرج من السرية إلى العلنية، والنتيجة أن محرقة غزة ليست إلا معركة غرف مظلمة بأمريكا وبريطانيا وباريس، هالها أن يجرف طوفان أقصى مشاريع عمرها وقرونا من التخطيط لسيطرة واستحواذ “الجنس” الثالث من هجين الشذوذ ونطف المتحوّلين والممسوخين على القرار الدولي.
في زيارته التاريخية التي قادته سنة 2008 إلى فلسطين المحتلة، طلب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن من طاقمه القيام بجولة استطلاعية جوية فوق الأرض المحتلة، وفيما كان يراقب الأرض من فوق مستفسرا مرافقيه عن الأمكنة، توقف بصره وتاه بفكره بعيدا وهو يمر فوق معالم القدس، ليتمخض شروده على مقولة عابرة، لكنها تحمل أكثر من دلالة ومن تاريخ وتفسير، حيث ردد قائلا: “عجيب أن سياسة العالم الكبير والدول العظمى تتمحور حول بقعة صغيرة، هي هذه.”
العبارة في ظاهرها تساؤل جغرافي بسيط عن مساحة لا تعني شيئا في عرف السياسة والصراعات الدولية، لكن عمقها الذي يعرف كنهه بوش وزمرته والمخابر التي عجنته “ربا” للعالم، يتجاوز الجغرافيات ليصبح جزءا من معركة عقيدة تؤطرها السماء؛ حيث من هاهنا كان وسيظل المسرى معراجا إلى السماء، لتبقى الأرض الطاهرة هي آخر القلاع المحافظة على طبيعة البشر كما خُلقوا، وليس كما يتم عجنهم في المخابر الصهيونية والمعابد اليهودية! وبمفهوم آخر، فإن بوش الابن حين توقف عند القدس مستغربا كان يقف وجها لوجه أمام قطعة من السماء، لا زالت صامدة في وجه المخططات التي تتجاوز معركة حول الأرض إلى معركة وجودية عنوانها السماء، معركة “طُهر” ضد المسخ وضد الشذوذ وضد تغيير طبيعة الأشياء والتلاعب بها في أسواق العفن، حيث المعركة الحقة – اليوم – ليست “صراعا” غزويا – إسرائيليا، ولكنها معركة إنسان تدافع عن قيمه ومثله وطبيعته غزة من قدسها، فيما في الضفة الأخرى شيطان أنتجته المخابر على رأس العروش الدولية، ليكون عنوانه رئيسا مثليا في الأرجنتين وأوكرانيا أو رئيس وزراء شاذ في باريس وبريطانيا وصربيا وبلجيكا وغيرها من مواخير معولمة، لسان انحلالها قبل حالها أن العالم سقط تحت حُكم المثليين والشواذ والمتحولين..
البشرية بين ثنائية الانحلال والتّهريج!
لكي نستوعب معالم الانهيار في عالم اليوم، ولكي نفهم علاقة غزة مع ما عرّته من تهاوٍ في منظومة قيم ومُثل  وضع العالم وجها لوجه أمام نفسه، بعد أن كشف طوفان الأقصى مؤامرة أن العالم من يعيش النكبة وليست غزة، كما أن المحرقة ليست إلا مساحة العالم على امتداد جغرافيتها وإنسانها، لكي نستوعب ونفهم ذلك، فيجب أن نضع في الحسبان أن الصراع في فلسطين وعلى مر أزمنته الغابرة لم يكن صراع كلأ ولا زرع ولكنه صراع “قُبة” ومنبر وصلاة أقصى، هي الخط الفاصل بين من يؤمن بأن المعراج سماء والقدس مسرى، وبين من يعتنق أن الشيطان يمكنه أن يبسط سلطانه على الأرض من خلال “جاهلية” جمعت كل جاهلية العصور، لتكون هي لسان الحال، من إراقة دماء وتعدد أرباب وتوالد جهل وتجهيل، وصلت تداعياته إلى استهداف طبيعة الإنسان والتلاعب بجيناته لفرض “جنسه” الثالث، والأصح مسخه الأخير، الذي يعني الهاوية بصورة أنه إذا كان لكل عصر جاهليته، فإن هذا العصر جمع كل جاهلية العصور من قتل ومسخ وشذوذ، انتهوا بنا إلى عصر “المتحولين” الذين يتحكمون في قرار العالم ويتحكمون في إنسانه ليكون عنوان طبيعتهم، التي لا تعني سوى أن المسخ أصبح له عروش وتيجان وقوى تحميه، وتدافع عنه وتلغي كل من وقف في وجهه وأخلى بقوانين وجوده، وهو الحال والمآل اللذان لا يمكن فصلهما عما يجري في غزة، التي لم تدفع فقط ثمن طوفانها الذي جرف الوهم الصهيوني، ولكنها دفعت ثمن تمرد إنسانها على منظومة “مسخ” معلومة، رسخت في الوعي الجمعي، على أن القادم على العالم مجتمعات شاذة وبهيمية وخانعة، فإذا إنسان غزة يَسري بالبشرية إلى عالم المعراج والسماء، ليؤكد أن قيم الرجولة والثبات والتضحية عنوان ثابت لمن معراجهم ومنتهاهم خلود في السماء..
الإليزيه من خلال “ماكرونه” المعروف بميولاته الرخوية وهلامية الانتماء والتفسخ، عين اليهودي غابرييل عتال على رأس الوزارة الأولى، والمهزلة التي أطاحت بكل مسمى للقيم ولطبيعة الأشياء أن الإنجاز الوحيد الذي رشح رئيس الوزراء الفرنسي في منصبه ذلك، هو شهادة “المثلية” والشذوذ اللذين جسّدهما بمجرد تعيينه على رأس الحكومة، بأن عَيّن من “زوجه” من نفس جنسه، وزيرا للخارجية ولنا أن نتصوّر القادم من عصر المتحوّلين الذين بسطوا شذوذهم على مصادر القرار في عواصم العالم الكبرى، ليكونوا واجهة لحاضر هجين تجلت ملامح “مسخه” في باريس، كما ظهرت معالم تشكّله في رئيس الأرجنتين الجديد والذي جمع بين الشذوذ والتهريج، ناهيك عن رئيس وزراء بريطانيا ودفاعه المستميث عن مثليته وحق بريطانيا العظمى في شذوذها المحمي قانونا، دون نسيان رئيس أوكرانيا المتنقل بين غرف النوم الأوروبية بحثا عن فراش يحميه من قهر بوتين روسيا. والمهم في ذلك الانهيار الأخلاقي، وذلك الدفع الممنهج لسيطرة المثليين والشواذ على عروش العالم أن البشرية، التي استيقظت من غفوتها على مفهوم “الرجولة” بغزة، حيث المعركة وجود ورجال، يقابلها في ضفتها الأخرى جيل من المخنّثين والشواذ والمثليين، هم السلطة وهم اللعنة القادمة على العالم وعلى كوكب الجنس الثالث؛ لذلك، فمن العادي والمنطقي كذلك أن تكون “غزة” مساحة لمحرقة يراد لها أن تنهي أي زمن للرجولة والثبات، فوجود إنسانها ليس خطرا فقط على وجود “إسرائيل”، ولكن على منظومة مسخ عالمي، هي الوجه الآخر لما ينتظر البشرية من تهاو وضياع وانهيار، حيث المستهدف في حقيقة المعركة وأبعادها أجيال معولمة يراد لها أن تكون الهجين والمسخ القادمين..
معركة غزة ليست معركة ثلة من الرجال نيابة عن الأمة العربية وقدسها فقط، ولكنها معركة أخلاقية وجودية نيابة عن كل القيم والمقومات الإنسانية؛ لذلك، فمن العادي أن تكون الضفة الأخرى لحربها كل عروش المسخ العالمي بعربها وعجمها، فالخطر أكبر من صراع جغرافيات، ولكنه صراع إنسان، صراع بين “رجولة” هي غزة وبين عصر من الهجين، اجتاحت كائناته مصادر القرار العالمي، ولا يوجد خطر على مشروع تمدّدها إلا ذلك “الطفل” الذي لا زال يمسك بيدين عاريتين رجولة أمة وبقية من تراب وجبال من القيم والمثل والمقومات الإنسانية التي تدافع عن آخر الرجال المحترمين على كوكب الأرض.
مختزل القول ومنتهاه، في عشرينيّات القرن الماضي، ووفق منطق أن المشاريع أجندات متراكمة كما أنها إستراتجيات مخبرية تحافظ على استمراريتها، فإنه يكفي أن نعود إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، “كوردل هل”، لنعرف أنه لا شيء يأتي من فراغ، وأن المخططات كانت تاريخا من المواقف المعلنة والإستراتيجيات والمشاريع المعدة والمطبوخة سلفا؛ وطبعا المستهدف دوما وأبدا هو الإنسان قبل المكان، فالمعركة بحقيقتها وتراكماتها المغيبة يمكن اختزالها فيما خلفه “كوردل هيل” كوصية وكخريطة طريق مفادها: “إذا أردت أن تلغي شعبا تبدأ بشل ذاكرته التاريخية ثم تشويه ثقافته وتجعله يتبنى ثقافة أخرى غير ثقافته.. ثم تلفق له تاريخا آخر غير تاريخه وتعلمه إياه.. عندئذ ينسى هذا الشعب من هو ومن كان وتندثر معالم حضارته، وبالتالي ينساه العالم ويصبح مثل الأمم المنقرضة”..
وبعبارة خاتمة، المعركة التي تعيشها غزة، اليوم، نيابة عن العلم معركة لأجل الإنسان، طبيعة وقيما ومُثلا ومقومات؛ لذلك، فإن الصحوة التي نراها في شوارع العواصم الغربية ليست إلا عنوان عام مفاده: غزة برجولة إنسانها قالت للبشرية إنها معركة آخر الرجال الصامدين، فالقادم من أجيال ليست إلا هجين غبريال باريس، وكزافية لوكسبورغ ويوهانا أيسلندا وخافيير الأرجنتين وسنواك بريطانيا وزيلينسكي أوكرانيا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى