♦ في خرجة لوزير التربية الأسبق على بن محمد وفي شهادة تضع النقاط على الحروف؛ اعتبر الوزير الأسبق الذي كان ضحية اللوبي الفرنكوفوني في تسعينات القرط الفارط، أن الرئيس الراحل هواري بومدين (رحمه الله) دخله خوف يوم قرر تأميم المحروقات من أن فرنسا ستقوم برد فعل تقوم من خلاله بسحب كل موظفيها في الجزائر العاملين في حقول المحروقات،والذي اخاف بومدين أكثر هو سحب الأساتذة والمعلمين الفرنسيين من قطاع التربية، وهو ما أدرى بالرئيس بومدين آنذاك لجمع رجاله من اجل البدء الفوري في تعريب التعليم قبل قرار فرنسا السحب المحتمل، وعين ثلاثة قامات لإعداد المشروع، وهم على التوالي:
– المرحوم عبد الكريم بن محمود وزيرا للتعليم 1970-07-21..
– المرحوم عبد الحميد مهري كاتبا عاما الوزارة التعليم 02-11-1970..
– علي بن محمد مستشارا الوزير التعليم مكلف بمسائل التعريب 15-09-1971..
لكن المفاجأة التي لم تظهر أسبابها وكذا أهدافها إلا بعد سنوات من واقعة التأميم، أن فرنسا سحبت مهندسيها وتقنييها من الحقول، ولم تسحب معلميها، ولو معلما واحدا..
وكل ذلك لأن فرنسا كانت تعرف جيدا من اين تأكل الكتف الجزائري، وكيف يستمر وجودها في الجزائر عملا باستراتجية ديغول؛ حيث كان يدري أن استمرار السيطرة والتحكم والنفوذ بالجزائر لن يتم إلا بالتحكم في اللسان الجزائري عبر اللغة الفرنسية، وبالتالي فرنسا لن تسحب الفرنسيين الذين يعملون بقطاع التربية..
ليواصل الوزير الأسبق للتربية علي بن محمد شهادته بقوله: أن اعتراف “بنيامين_ستورا” أن الأزمة الحالية بين الجزائر و فرنسا هي الأخطر منذ الاستقلال، بل وأكثر خطورة من أزمة تأميم المحروقات عام 1971 قراءة حقيقي، لأنه عرف ان فرنسا يتم تفكيكها ثقافيا، ولغتها الفرنسية تزاح لتستبدل بالأنجليزية، وان الأغلبية من الشعب الجزائري عاد إلى نزعته الثورية، وأحيت فيه قيم نوفمبر، وهنا يكمن الخطر في إنهاء النفوذ الفرنسي بالجزائر، من خلال إنهاء الفرنسية في الجزائر؛ ليخلص الوزير الأسبق بن محمد إلى قوله: ومن هنا ندعو الدولة الجزائرية أن تنهي كل الإتفاقيات الثقافية، وتنهي البند الثقافي باتفاقيات إيفيان، والذي يجهل الشعب ما جاء فيه..
_ق.م