Site icon موقع الأستاذ أسامة وحيد

صنصال واللحمة الوطنية

لن أذيع سرا ولن أتطاول ولا أزايد ولا أتجنى، إذا ما قلت جازما، بأن كل القوى الوطنية وكل الإسلاميين وكل الديمقراطين وكل العقلاء واللاعقلاء وكل العقلانيين واللاعقلانين، وكل المنتمين والمتخندقين ثقافيا

واجتماعيا وفئويا واللامنتمين سياسيا لا لهذه الجهة ولا لتلك، يجزمون بأن هذا المدعو صنصال هو أحد الحركى الجدد، وبالمناسبة الحركى الجدد أتعس وأقذر وأكثر خيانة من حركى الأمس الذين إنحازوا إلى الجانب الفرنسي ايام ثورة التحرير المجيدة، لأن الضبابية والشكوك التي كانت سائدة تلك الأيام غير موجودة في أيامنا الحالية، بعد أن أصبحت الصورة بين المستعمر بكسر الميم، والمستعمر بفتح الميم لا غبار اليوم عليها ولا شك حولها…أما إذا كان هناك شواذ من الذين يجدون مبررا لسلوك هذا الصنصال فلكل قاعدة شذوذ والشاذ لا يقاس عليه كما تقول الحكمة الخالدة.
ونعود لب الموضوع ونقول، بأن صنصال مواطن جزائري، عاد إلى الجزائر ودخل مطارها الدولي هواري بومدين، بجواز سفر جزائري وليس بجواز سفر جنسيته الثانية الفرنسية، وعليه فإن إعتقاله وسجنه وإحالته على القضاء أمر عادي جدا وقرار لا لبس فيه ولا غموض عليه ويتماشى مع العقل والمنطق وبالتالي وبالضرورة مع القانون الحزائري وبالضرورة كذلك مع كل الأعراف الدولية، أما إذا رأت جهة أخرى أن هذا الصنصال فوق القانون وفوق الأعراف فهذا شذوذها وليس شأنها، والشاذ كما سبقت الإشارة لا يقاس عليه.
لا أشك إطلاقا، أن صنصال خريج المدرسة الجزائرية وإذا لم يكن كذلك فهو يعرف يقينيا أن العقيد لطفي إستشهد في معركة مع قوات الإحتلال الفرنسي في جبال بشار الواقعة كما يعرف ونعرف ويعرف الجميع بمن فيهم الفرنسيين، في الجنوب الغربي الجزائري، فهل يعقل أن تكون منطقة كهذه إستشهد على أديمها وسقى بدمه رجل من طينة وبحجم العقيد لطفي والأكيد المئات من رفاقه الشهداء أرضا مغربية؟
هل يعتقد هذا الصنصال، أن لطفي وهو من القادة التاريخيين للثورة وفي الجزائر، لا يعرف الجغرافيا؟ الجواب بالنفي طبعا لأنه يعرف يقينيا بأن لطفي ورفاقه الشهداء والمجاهدين يعرفون الجغرافيا جيدا وعندما إختاروا طريق السلاح لتحرير الأرض فلأن الأرض أرضهم… وبطبيعة الحال هذا الطرح وهذا المنطق ينطبق تمام التطابق على كل شبر سقط فيه وعليه شهداء جزائريون.
في المحصلة النهائية ودون لف ولا دوران ولا مزايدة ولا تشنج ولا تعصب، نقول على القانون أن يأخذ مجراه ويطبق بحذافيره وبصرامة مهما كانت الضغوطات ومهما علا الصراخ، ولا بد أن يأخذ مرتكب خطيئة بهذا الحجم وهذا الإنحراف الخطير جزاءه حتى يكون عبرة لكل مستخف بالتاريخ وبالجغرافيا وبتضحيات الرجال من أمثال العقيد لطفي ورفاقه الشهداء… وليخسأ الخاسئون.
أخيرا… لقد حقق شذوذ صنصال اجماعا جزائريا في الموقف مما قاله، فما أحوجنا في هذه الظروف الصعبة لتكريس هذا الموقف الوطني وتعميمه، ولما لا يكون منطلقا نحو تنبني سياسة عامة تعيد اللحمة المفقودة بين عموم الجزائريين؟

Exit mobile version