Site icon موقع الأستاذ أسامة وحيد

النخبة بين الإستقالة والجُبن!

🟢 من خلال المنشور الذي كتبته العودة إلى المدرسة و الذي أثار ضجة كبيرة و تم توظيفه كل حسب النتيجة التي أراد الوصول إليها إما تصفية حساب مع كاتب المنشور لأسباب معلومة و مجهولة في ذات الوقت او مناقشة الفكرة فعلا بطريقة حيادية و هذا لم يحدث للأسف ، او منهم من حاول خلط الأمور في بعضها  البعض خاصة بالنسبة لفئة تحسب على المثقفين و الذين حاولوا ركوب موجة الظهور بالحداثة و الحضارة و أنهم اصحاب فكر مستنير و ناقشوا المنشور من وجهة نظرهم و حسب فهمهم  في بعض الدكاكين  تسمى ظلما الإعلامية اللاهثة خلف الترند اي نسب المشاهدة المرتفعة و لو على حساب خرق أدبيات الممارسة الإعلامية المهنية و الشريفة و لكنهم اختاروا الطريق الخطأ لانهم ناقشوا زاوية من الموضوع لم يتطرق إليها المنشور أصلا و هي قضية هل الموسيقى حرام ام حلال ، في حين ان المنشور تناول الأولوية في تدريس التربية الإسلامية على حساب الموسيقى و تعليم سيرة الرسول الكريم صل الله عليه و سلم بدلا من سيرة فنان  انطلاقا من مقال اطلعت عليه يصب في هذا الاتجاه ، و ما يهمني في هذا الأمر هو ردود الفعل حول المنشور و قد حاولت أن أقارن بين من وقف مع و ضد و ما هو دور النخب في حسم أي جدل يثار في المجتمع ؟

 بعيدا عن المساندة الكبيرة للمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي و الذين دعموا فكرتي اكتشفت أن تجاوب الطبقة المثقفة المعروفة باسم نخبة المجتمع قد كان حضورها محتشما أو فضلوا عدم الظهور إلى العلن إلا القلة القليلة منهم الذين اتسموا بالشجاعة و أعلنوا وقوفهم مع كاتب المنشور من باب الدفاع عن حرية التعبير أو  لأنهم يعرفون صاحبه  و عقليته و تفكيره  أولا ، و ثانيا لأنهم ربما فهموا جيدا المنشور دون تأويلات عكس  البعض فكان تضامنهم بوضوح و شجاعة و هنا تبادر  إلى ذهني السؤال حول دور النخب عندنا هل هم منسحبون من المشهد أم حياديون  ؟

فكما هو معلوم حسب التعريفات التى قرأتها فأن النخب الحيادية أو المنسحبة من المشهد السياسي أو الاجتماعي غالبًا ما توصف بأنها الفئات التي تختار الابتعاد عن الانخراط الفعلي في القضايا العامة أو الصراعات الأيديولوجية و يمكن أن يكون هذا الحياد أو الانسحاب ناتجًا عن أسباب مختلفة منها خيبة الأمل اي ان بعض النخب قد تشعر بأن الأنظمة السياسية أو الاجتماعية قد فشلت في تحقيق التغيير المرجو، مما يؤدي إلى انسحابها نتيجة الإحباط.

أو الخوف من العواقب و الانتقام أو القمع في حال أظهرت وجهة نظرها في اي موضوع يطرح للنقاش مثلا ،

أو الرغبة في الحفاظ على الوضع الراهن لمواقفها و تجنب المخاطرة بمصالحها أو مكاسبها المادية أو الاجتماعية التي يمكن أن يهددها  مجرد إبداء الرأي في قضية ما .

و من النخب من تعتقد أن المشاركة لن تحدث فرقًا كبيرًا أو قد تؤدي إلى نتائج غير فعالة أو سلبية و هناك منهم من يختار الحياد الاستراتيجي و البقاء على الحياد و في كل  الأحوال هذا السلوك سيؤدي في النهاية  إلى غياب التأثير الإيجابي لهذه النخب في توجيه المجتمعات نحو التغيير أو التطور حسب وجهة نظري ، أو قد تؤدي إلى فراغ في القيادة و هو سلوك سلبي خاصة و أن المجتمعات الحيوية هي التي تجد فيها مناقشة الأفكار خاصة تلك التي تسهم في تطور المجتمع على مدار العام عبارة عن تقليد و سلوك حضاري أما الانسحاب او عدم الاهتمام فلا يولد سوى الخمول و الغموض و بالتالي عدم ظهور دور النخب في المجتمع فمسك العصا من الوسط لا يفيد في كل الحالات و أتمنى في الأخير أن نناقش الأفكار دون الخوض في النيات فتلك علمها عند الله تعالى .

Exit mobile version