التعليم الحقيقي لا يطوى تحت تراب الذاكرة، بل تحمله جوانحنا وإن بلغنا من العمر عتيا ،لازلت لحد اللحظة أتذكر نص طرطور والفلاح العجوز ذلك الفلاح الذي تغلب بحنكته على طرطور ! دون أن أنسى الجملة الشهيرة التي علقت برأس جيل كامل (نورة تحلب البقرة) وعندما كبرت تسللت ياء بين الراء والتاء ،مع ذلك الحكم لم يحتسب التسلل! ولم يعطها بطاقة حمراء! سقطت نورة واعتلت نورية ودخلنا عهد الإصلاحات ، وبدأت عملية المسخ ،وسآخذ كتاب التاريخ للسنة الثالثة نموذجا، باعتبار أن التعليم الإبتدائي هو قاعدة التَّعلمْ ،
المتصفح لكتاب التاريخ سنة ثالثة ، يدرك حجم العبث به حيث تم حذف جميع دروس التأريخ للثورة الجزائرية والمقاومة الشعبية ! وبالمقابل تم سد ذلك الفراغ الرهيب بدروس يجد المعلم صعوبة في إيصالها للمتعلم ،فما بالك بالمتعلم نفسه ،للأمانة كانت تلك الحصة تؤرقني كثيرا ،وبعد تفكير طويل قررت أن أدرسهم من الكتاب القديم لمادة التاريخ قبل الإصلاحات ،ربما هذه خطوة لا يستطيع أن يُقْدِم عليها معلم آخر ولكن أنا لا ألومهم ، لأن المعلم بات في مرمى سهام الجميع ،في عهدها أسقطت ورقة احترام المعلم القدوة ،استقوت ! برغم كل سقطاتها من تسريبات البكالوريا ،إلى الأخطاء في الكتب المدرسيه ،إلى العبث بجيل كامل ، المدرسة في عهدها باتت رهينة لتجاذبات سياسية وغابت عنها المنهجية العلمية، في عهدها تم تسمية المعلمين الذين أحيلوا على التقاعد بالآيلين إلى الزوال ! ومنه أقول إذا صادفت من يزدري أهل الفضل والعلم !فاعلم أنه عديم الفضل قليل المروءة ،لأنه لايعرف فضلَ أولي الفضل إلا أهل الفضل، ولا يقدُر الكرام إلا كريم! وبهذا تم تغييب ذاكرة جماعية لمعلمين أكفاء ،عملوا على تدريس أجيال متلاحقة دون هوادة ولا خذلان ، فهم من خريجي المدرسة الأساسية، تلك القلعة الحصينة التي أنتجت لنا معلمين أكفاء ،عملوا على تدريس أجيال
متلاحقة.إصلاحاتها ذكرتني بمرسوم (1958) الذي أصدره وزير الخارجية الفرنسي باعتبار اللغة العربية لغة أجنبيه في الجزائر!وهي عملت على تغريب جيل كامل من معلمين وطلاب ،رسالتي أوجهها إلى الزميلات والزملاء خذوا بأيدي طلابنا إلى مسار تربوي سليم شاركوا أنتم بصناعته ، من خلال تقديم خطط تربوية ساهمو ا بترسيم قواعد تعليمية ،نرتقي بها لمصاف الدول التي تعتلي سلم الترتيب في التعليم ،! نعم نحن نستطيع
#بناء_الانسان_أساس_بناء_الأوطان