بينما يرزح العالم تحت وطأة الأزمات، وتقاوم الأمم للبقاء في خضم العواصف العاتية، اجتمع الجزائريون – أو كثير منهم – على نقاش طلاق طباخ! وكأنما ضاقت بهم القضايا الجادة، أو كأن لا شيء يستحق الحديث إلا حكايات المشاهير وأخبار حياتهم الخاصة، التي لا تقدم ولا تؤخر، لكنها تملأ الفراغ وتشبع فضولاً غير محمود.
والأدهى أن صاحب الشأن نفسه لم يتحرج من جعل أسراره العائلية مادةً للتداول، مسوقًا بها اسمه ومطعمه، مستدرجًا مزيدًا من المتابعات وإن جاء ذلك على حساب وقاره وسمعته. فليس من المروءة أن تتحول الحياة الخاصة إلى دعاية، وليس من الحكمة أن تُعرَض التفاصيل الأسرية كما تُعرَض قوائم الطعام! إن الأسرار العائلية لها قدسيتها، وهي حرمٌ لا ينبغي أن يُدنسه حب الظهور أو تعطش الشهرة.
لكن المشكلة ليست في الرجل وحده، بل في جمهور وجد في هذه التفاهات متعته، يعلّق ويناقش وينشغل بها، وكأنها قضية وطنية! لقد باتت وسائل التواصل الاجتماعي ميدانًا يفرض علينا نقاشًا عبثيًا، يقودنا من سخافة إلى أخرى، بينما تمور الأرض من تحتنا بالقضايا المصيرية.
ما الذي أصاب العقل الجمعي حتى صار بهذه الهشاشة؟ وكيف أضحى حديث المجالس يدور حول أسرّة المشاهير بدلًا من قضايا الأمة؟ إن من يُغرق نفسه في هذه الدوامة يخسر وعيه قبل أن يخسر وقته، وما نحتاجه اليوم ليس المزيد من الثرثرة حول ما لا يعنينا، بل انشغالًا بما يبني، واهتمامًا بما يرفع، وعودةً إلى ما يليق بنا من هموم ومعارك حقيقية.
مما لفت انتباهي في مقاله عبارة لخصة كل شيء “لقد أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي تفرض علينا نقاشات عبثية ”
تحياتي
لخصت