الحلقة الأولى:
بقلم الصحفي/ جمال بونجمة
____
هكذا تم حرماني من دخول التلفزيون العمومي في سبتمبر 2000 (عام واحد بعد تخرجي من معهد الاعلام والاتصال بالجزائر العاصمة).
بحثت عن واسطة، وجدتها ليأتي اليوم الموعود!! درست قبل أكثر من ربع قرن، تخصص سمعي بصري، في اخر سنتين من “ليسانس كلاسيك”، بمعهد الاعلام والاتصال بجامعة الجزائر، على أمل أن ألتحق بمؤسسة التلفزيون العمومي، سواء المركزية أو المحطة الجهوية لقسنطينة، أو حتى الاذاعة الوطنية (كانت الاذاعات الجهوية وقتها قليلة)، لكن هيهات… الأمنية شيء والواقع شيء اخر “مخيف” تماما.
كان لزاما علي، بعد أشهر من تخرجي أن أبحث عن واسطة، تتيح لي على الأقل فرصة اجراء مسابقة لدخول القسم الرياضي في التلفزيون، وهو ما تسنى لي بعد جهد جهيد، بفضل أحد معارفي… اتصل بي “السيد”، قال لي بالحرف الواحد: “ستجري مسابقة يوم الجمعة 8 سبتمبر في مبنى التلفزيون، وتحديدا في القسم الرياضي وان شاء الله فيها خير”… طرت فرحا يومها، وشرعت في تحضير نفسي لليوم الموعود…
كنا 3 مترشحين من أجل منصب واحد وهكذا جرت المسابقة..
دخلت مبنى التلفزيون وكلي ثقة بالنجاح (لكوني أعرف امكاناتي، فضلا على أن أساتذتي في الجامعة كانوا يرون في مشروع اعلامي رياضي ناجح، ومن ذلك رئيس لجنة مناقشة رسالتي في الليسانس الأستاذ Smail Maaref … كنا 3 مترشحين من أجل منصب واحد، مثلما استقيت هناك… وزعوا علينا برقيات، تتضمن أخبارا رياضية، مكتوبة باللغة الفرنسية، طلبوا منا ترجمتها الى العربية…
سألنا المسؤول: “من يبدأ الالقاء؟”… بعد ثوان من الصمت، أجبته: “أنا”، فكانت المفاجأة مدوية!!!
بعد أن أنهينا الجزء الأول من المسابقة (الترجمة)، انتقلنا الى “الأستوديو”، للالقاء… سألنا المسؤول وقتها.. من يبدأ؟… بعد ثوان قليلة من الصمت، أجبت: “أنا”، فقال لي تفضل.. قرأت بلغة عربية سليمة، كانت مخارج حروفي جيدة، باختصار أبهرت المسؤول ومعه الثنائي الذي كان ينتظر دوره… لا أخفي عنكم أني كنت في قمة السعادة واعتقدت أني سأكون صاحب الشرف، لكن…
“العقونة” ألقت ب “السيف” لكنها ومع ذلك نجحت وهذا ما دار بيني وبينها
بعد أن تفرغت من الالقاء، سأل المسؤول المترشحين المتبقيين، من يبدأ منكما؟؟.. أتذكر أن كل واحد فيهما كان ينظر الى الاخر، في اشارة مفادها: “ابدأ أنت”… لتقرر “العقونة” الأخذ بزمام الأمور، قرأت سطرا ونصف، تلعثمت، طلبت من المسؤول أن يعطيها فرصة ثانية، بشعار: “هيا نعاودو”، فلم يمانع، قرأت في المرة الثانية سطرين أو ثلاثة، لتتوقف مجددا، طالبة فرصة جديدة، وهنا قال لها المسؤول: “هذه هي اخر فرصة لك”… “قرات بسيدي وسيدك” كما يقال، ثم بعد الانتهاء، طرحت علي سؤالا غريبا!!.
قالت لي مستحيل لم تشتغل من قبل… “راك تطير يا خويا”
سألتني “العقونة”: “أين كنت تشتغل من قبل؟”، أجبتها: “اشتغلت بضعة أشهر في جريدة رياضية جهوية..” قاطعتني… “مستحيل لم تشتغل من قبل في الاعلام السمعي البصري، راك تطير خويا”، لتواصل: “أنا درست فلسفة في الجامعة، لكن مع ذلك سأدخل عالم الصحافة”، فخسرت عليها جملة واحدة.. “ربي يعاونك” لتكون المفاجأة كبيرة… “هي نجحت وأنا ربي يجيب”.
_____