الدكتور عبد المالك ڤرين، يكتب عن الفرق بين الشعر و”الشعير”!
كمال عبد المالك ڤرين
كل الاستدلالات التي يوردونها مأخوذة من الغرب والسؤال البديهي ، هل لهم ما يقابل قصيدة النثر؟ يحاولون أن يقنعونا عبثا أن القصيدة العمودية الملتزمة بالوزن والقافية هي قيد وتقييد ، وأن الحرية والتحرر في النثر الذي يضيفون له – عبثا مرة أخرى – كلمة شعر أو قصيدة … أوَ لم يبدع كبار الشعراء في العصماوات من المعلقات المذهبات والموشحات والملاحم وغيرها دون أن يخرجوا عن الوزن والقافية ؟ وكيف لمن لا يعرف الوزن أن يتهم بحور الشعر بالتقييد والتضييق وهو عدو لما يجهل ؟! وكيف للوزن الذي هو إيقاع وموسيقى راقية أن يحد من فنية الشعر؟ وكيف للكلام المصفوف الغارق في التيه وتوهم المعنى بالاستبداد والتعسف وتحميل التأويل ما لا تواضع عليه ، كيف له أن يسمى شعرا ؟! إنها من المغالطات بل من التغليط والتضليل أن يسقطوا ما يكتبون من نثر على خصوصيات الشعر العربي المتفرد بخصوصيات لا يعرفها منظروهم وسار على فلكهم عمدا أو غباءً أولئك الذين اعتقدوا أن الشعر هو هذه الألغاز والطلاسم ورص الكلمات وتصفيفها كيفما اتفق الأمر بل كيفما لم يتفق … إنه من السهل أن يسرد أحدهم نظريات يلوكها منقولة ولكن إسقاطها على الواقع أمر آخر لا يبلغه إلا من أوتي من درجات العلم والفن والتمكن والتمرس والدربة وسعة الاطلاع والفهم والاستيعاب والعبقرية والنبوغ ! من السهل أن تسرد نظرية ترافع فيها عما يسمى – تضليلا – شعرا نثريا ، ولكن من الصعب إن لم نقل من المستحيل أن تكون مثل أحمد شوقي أو الجواهري ومن كان مثلهما أو سار على دربهما … نقولُ … والحديث يطولُ