جدار افتراضيفي الواجهة

الحلقة الثانية من مباراة” أنا وزميلتي (العڤونة)”؛ بقلم الصحفي: علي بونجمة!

قصة حرماني من دخول التلفزيون… الحلقة الثانية..

 

اتصلت بالمسؤول وقلت له: “أنتم تعشقون الرداءة.. ابقوا فيها”!!

لا أخفي عنكم، أني أعتقدت – بعد المسابقة – أن نجاحي تحصيل حاصل ومسألة وقت لا أكثر ولا أقل.. عشت خريف عام 2000، بمعنويات “في السماء”، انتظر اتصالا هاتفيا من مسؤولي التلفزيون العمومي، يطلبون فيه مني القدوم، للانطلاق في العمل أو حتى التربص على الأقل… كنت من حين الى اخر، اتصل بالموزع الهاتفي للتلفزيون وأطلب تحويل المكالمة الى القسم الرياضي، حتى أسأل المسؤول الذي أشرف على المسابقة “عن الجديد”، فكان في كل مرة يجيبني بالعبارة الاتية… “مازال خويا.”.. لم أفقد الأمل يوما، بالنظر الى المستوى الذي أظهرته، الى أن قرأت في النشرة الرياضية للتلفزيون (بعد حوالي شهرين عن المسابقة) اسم المترشحة التي تنافست معي (تقرير فلانة)، الأمر الذي أفقدني صوابي… أتذكر يومها أني كنت في العاصمة، ذهبت الى أقرب “كابينة” هاتف عمومي (في الأبيار تحديدا)، قلت للمسؤول بالحرف الواحد وبالفصحى: “أنتم تعشقون الرداءة… ابقوا فيها وربي يعاونكم”، فأقفل الخط في وجهي…

“صاحب الفضل” قال لي لا تقلق… ستجري اختبارا في محطة قسنطينة… “حضر نفسك”

اتصلت بعدها بصاحب الفضل في اجرائي مسابقة، في المبنى المركزي للتلفزيون العمومي، لأخبره بنجاح “العقونة”، على حسابي، رغم كل ما أظهرته… لا أخفي عنكم، أني كنت يومها على أعصابي، فسعى الى تهدئتي، وقال لي بالحرف الواحد: “لا تقلق، سأرسلك الى محطة قسنطينة، حتى تجري اختبارا هناك.. يساعدك الحال؟”، فأجبته: “بالتأكيد”.. بعد أيام، عاود الاتصال بي، مخبرا اياي، أن مدير المحطة سيكون في انتظاري في اليوم الفلاني… لبست أحسن ما لدي وتوجهت الى قسنطينة، طلبت لقاء المدير، فتفاجأ البواب.. قال لي: “من المدير؟؟؟… تعرفه، هل لديك موعد معه؟؟”، قلت له: “نعم”، سألني عن اسمي، ثم راح يتصل بسكرتيرة مكتبه.. بعد ثوان من المكالمة، لاحظت أن طريقة تعامله معي تغيرت… قال لي: “عذرا لم أعرفك في الأول… تفضل أستاذ، هو في انتظارك”.

مدير محطة قسنطينة قال لي… “احتاجك هنا، لكن ضروري تأتيني الموافقة من العاصمة”

استقبلني مدير محطة قسنطينة – الذي لا يحضرني اسمه- شهر ديسمبر 2000 بحفاوة، ليس لسواد عيناي، بل لوزن الواسطة، قال لي: “جاهز اليوم لاجراء اختبار، أم أحدد لك موعدا اخر؟؟”، أجبته دون تفكير: “جاهز.. جاهز..”، فاتصل عبر الهاتف الداخلي، برئيس التحرير (اسمه بولعسل في حدود ما أتذكر)… قال له: “خذه الى الأستوديو واخضعه الى اختبار صوتي”… طلب بولعسل مني، أن أحضر أي موضوع وألقيه على مسامعه، ففاجأته: “لا داعي للتحضير، سأسترجل…”… بعد انتهائي، قال لي: “ممتاز، أنت جاهز من اليوم للعمل..” الحقيقة أنه زكاني بقوة أمام المدير، وفي حضرتي، وهنا قال لي المدير: “بالنسبة لي أصبحت فردا منا، لكن من الضروري أن تأتيني الموافقة الرسمية من العاصمة”.

“تحرقت” في العاصمة، وانتقمت من المسؤول “المتعجرف” في حفل الكرة الذهبية، بحضور “العقونة”!!

عدت الى بيتي بمعنويات “في السحاب”، بعد الكلام المعسول، الذي سمعته من مدير محطة قسنطينة الجهوية، الذي منحني للأمانة رقم هاتف مكتبه المباشر… قلت وقتها في قرارة نفسي: “صحيح أني كنت أتمنى العمل في العاصمة، لكن حتى قسنطينة تساعدني، بحكم قربها أكثر من مقر سكناي”، عشت على أمل الالتحاق… كنت من حين الى اخر، اتصل بمدير المحطة، عبر خط مكتبه المباشر، فيرحب دوما بي، ويجيبني اجابة واحدة: “أرسلت موافقتي وأنتظر الرد من العاصمة… لا جديد يذكر، اصبر شوية، ان شاء الله فيها خير.”.. بمرور الأيام، تبين لي أني “تحرقت” في العاصمة، بسبب رد فعلي القاسي، تجاه المسؤول “المتعجرف”، الذي انتقمت منه بطريقة احترافية، في حفل الكرة الذهبية، الذي نشطته باقتدار بحضوره، عامين اثنين بعد ذلك وتحت أنظار “العقونة” التي كانت موظفة في التلفزيون!!!

اليكم الخط؟؟؟

 

ما رأيكم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى