أضم صوتي إلى أصواتكم جميعا ..أن الحكومة مقصرة .. و أجهزتها – في أغلبها فاشلة – .. و أداؤها ضعيف .. و هي دون المسؤوليات الملقاة على عاتقها .. و بعض رمزوها من الفاسدين المحالين على المحاكم .. – دون تعميم الحكم طبعا – .. لكن ثمة ما يقال أيضا بالنسبة إلى المواطنين .. و التهم هنا ثقيلة أيضا ثقلها على الحكومة .
فهل الحكومة هي من يمنع المواطنين من أن يكونوا صالحين و طيبين و نظيفين و مبدعين ؟ هل تجبرهم على الإخلال بواجباتهم الوظيفية و الأخلاقية ؟ هل تجر من يحسن منهم إلى السجن لأنه أحسن ؟ هل سدت كل المنافذ في وجوههم ليكونوا مواطنين غيورين على المصالح العامة .. قائمين عليها بجد و حرص؟
لنتفق على تحميل الطرفين معا أوزار التخلف و الفشل و ضياع البوصلة الوطنية في متاهة لا آخر لها .. شرط أن نعيد توجيه عقرب السؤال : لم لا ينجح الشعب حيث تفشل الحكومة ؟ لماذا لا يحسن هو حيث تسيء هي ؟ لماذا لا يقدم الشعب نموذجا راقيا من نفسه .. فتقتدي به الحكومة خوفا أو طمعا ؟ لماذا لا يطور آليات تفكيره و صده باعتباره القوة الموازية للحكومة ( نظام ، سلطة ، أجهزة رسمية ، ..)؟ لماذا لا ينجز الأشياء التي يستطيعها بدل أن يمد يده مستجديا .. ممن لا يعطيه شيئا ؟
أليس أعوان الحكومة المكلفين بالشأن العام – أعني الفاسدين منهم – يتغذون من انحطاط اخلاق الشعب .. بل و يجدون أعوانا لهم من المواطنين أنفسهم ؟
لماذا نخلي مسؤوليتنا في قضايا نستطيع نحن حسمها دون انتظار مكرمة من هذه الحكومة ؟
لماذا يبلغ بنا العجز حد انتظار الحكومة أن تزيح شجرة سقطت في الطريق .. و إلا تركت حتى تبلى حيث هي ؟
عزيزي المواطن (أنا و أنت و هو و هي ) ..
أنت المسؤول رقم واحد عن هذا الانحطاط .. فكف لسانك و أمسك عن هذه الثرثرة المقززة .. و هذه أبسط خدمة تستطيعها دون عناء .. تقدمها لنفسك و لهذا الوطن المبتلى بنا جميعا .