أقلام رصاصشؤون دوليةفي الواجهة

الجزيرة واللعبة القذرة

نصف الخبر في الحروب .. مدمر !

الجزيرة تلعب دورا محوريا في صناعة رأي عام واحد حول سوريا، رأي عام ينظر بعين واحدة من زاوية واحدة لمشهد معقد ومركب وملغوم، فهي تهتم بخبايا وأسرار وفضائع سجون الأسد، لكنها لا تولي اهتماما كبيرا لاحتلال اسرائ،،يل لأجزاء كبيرة من التراب السوري، ولا تهتم لتحطيم الجيش السوري ومعداته وطائراته ومصانعه، لا يعني لها شيئا قرار الجولاني تجريد الفصائل الفلسط،،ينية من السلاح وهو تصرف مريب لم يقدم عليه حتى الهارب بشار الاسد، كما لا يعني للجزيرة شيئا في أضوائها الكاشفة أن يعطي الجولاني لاسرائ،،يل التي سلبت الارض ودمرت الجيش، أن يعطيها الامان ويعفيها من أية مواجهة مستقبلا مع الحكام الجدد لسوريا. بل يتحاشى الحكام الجدد اعتبار اسرائ،،يل عدوا في سياق التماهي مع أوامر ترامب التي تطلب من المعارضة السورية اقامة علاقات حسن الجوار مع محيط سوريا! بل تحاول الجزيرة التي عودتنا على أن تقسم شاشتها الى أربعة شاشات للنفخ في أي احتجاجات في أي شارع في أي بلد، تحاول أن تحول الحكام الجدد لسوريا الى أبطال هزموا جيشا منظما واسقطوا نظاما دكتاتوريا، وتغض الطرف عن كل الروايات التي تتحدث عن التفاهمات التي اسقطت نظام الاسد بين تركيا واسرائ،،يل وأمريكا، بل يبذل صحفي الجزيرة أحمد منصور جهدا خرافيا لاقناع السوريين والعالم بأن الجولاني يستحق أن يكون رئيسا لسوريا.!

أحمد منصور في حديثه المطول عن اسرار التحرير كما يقول، رفع الجولاني الى مقام الانبياء وبقي يتغزل في طاقية رأسه أكثر من ربع ساعة، ووصفه بما يصعب حتى أن يوصف به العلماء والأولياء، وتحدث عن عبقريته العسكرية التي جعلته يفتح المدن السورية ويحررها بطريقة مذهلة، طريقة يجب تدريسها كما قال في الاكاديميات العسكرية في العالم، وبالغ أحمد منصور وهو يتحدث عن الصفات القيادية للجولاني وكأنه يريد أن يدفع به رئيسا للسوريين رغم أنف الجميع. وليته فعل ذلك قبل سقوط نظام الاسد لأن كلامه اليوم لا يختلف عن كلام المؤيدين لبشار الاسد قبل سقوط دمشق.

نريد أن ينتبه السوريون لما يحاك ضد بلدهم اعلاميا، لأننا شاهدنا نفس الفيلم في ليبيا واليمن والسودان وتونس ومصر، ورأينا دكتاتورية الرأي لدى الجزيرة أين دفعت بالشعوب المتعطشة للحرية، كما رأينا عاقبة المراهنة على الدعم الاجنبي وركوب ظهر الناتو، ورأينا ضريبة الفوضى وانتشار السلاح في الشارع والانتقامات العشوائية خارج القانون.

نريد لسوريا أن تكون استثناء في هذا المشهد المظلم، ولن يكون ذلك الا اذا كسرت الارتهان للاملاءات الاجنبية واستفادت من أخطاء الدمار العربي الحاصل منذ 2011 ولن يحصل ذلك الا اذا وضعت حدا لآلة الدعاية الموجهة التي تقوم بها الجزيرة تحديدا للدفع بالاوضاع في سوريا الى نفس المصير الذي عشناه ونعيشه في باقي البلدان التي خربها الناتو واشعل فيها الفوضى الخبر المبتور والمشوه واستباح أمنها سذاجة ابنائها وارتهانهم للخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى