التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يعني الاعتراف بوجوده ، سواء بقيام الدولة الفلسطينية أو دونها، ليس قرار سلطة؛ مهما كان مستواها؛ كما أنه أمر لا علاقة بالسياسة، وأنما عقيدة عنوانها الثابت: أن التطبيع مع الكيا ن أمر محرم شرعا وتاريخا ودينا ودنيا؛ التطبيع كفر بواح ليوم الدين ذاك وخطيئة لا توبة فيها ولا منها؛ لذلك فالقضية أكبر من أن تكون محل أخذ ورد وشروط وتفاوض..القضية تتجاوز السياسة والاجتهادات والحسابات، لتكون “العقيدة” الراسخة التي لا تختلف عن الصلاة والصيام وشهادة التوحيد.الكيان عدو عقائدي وفطري ولا تطبيع معه في كل الأحوال لأنه عرفا ومنطقا غير موجود أصلا.. كما أن حدود فلسطين؛ ليست “مساحة” جغرافية ولكنها “ساحة” عقائدية؛ حدودها “زوال” إسرائيل وفقط! وبعبارة أعمق؛ لا وجود لمسمى حدود 1967 إلا في مخيلة الساسة؛ الحدود الوحيدة هي ما كان قبل 1948، حيث لا اسم ولا رسم لآل العجل كما أن الشتات يبقى شتاتا ولو امتلك الأرض كلها بالقوة، والكلام عن حدود مشتركة مع الشتات..خطيئة تاريخية تتجاوز كل تفسير وتبرير ومحاولة شرح. أحدهم..قال لي: لا يمكن أن فلسطيين أكثر من “الفلس.طينيين” أنفسهم. أجبته: صدقت ..لا يمكن أن أكون كذلك، لكن يمكنني أن أكون مسلما أكثر من المسلمين كلهم، لأن القدس وَقْفٌ أمة يتجاوز كل حسابات سياسية وحدود جغرافية، القدس يا عزيزي مسرى نبوة وقِبلة أولى؛ ووعد سماوي مبين، لذلك القضية تتجاوز سلطة الأرض لتكون سلطان سماء . وكخاتمة قول، في زيارة له إلى فلسطين المحتلة حلق جورج بوش الابن في رحلة استطلاعية جوية فوق الأراضي المحتلة، وكان يظنها أرضا شاسعة، وبينما كانت طائرته تمر فوق أجواء القدس؛ راح يحملق في معالم المدينة وصوامعها؛ ليفتح فمه مندهشا ثم يقول عبارته الشهيرة :
“عجيب أن سياسة العالم الكبير والدول العظمى تتمحور كلها، حول بقعة صغيرة هي هذه”.! هل وصلت الرسالة؟!