في تفاصيل جديدة عن قضية الرجل الثاني سابقا في المخابرات الخارجية المغربية “المهدي حيجاوي” والذي فر إلى إسبانيا قبل أشهر، تناولت الصحف الاسبانية مؤخرا، اخبارا متواترة عن خلفيات اختفائه دون أثر للترك خلفها أسئلةن هل فر الرجل من اسبانيا، حيث كان يخضع لرقابة قضائية، بناء على شكاوى من المخزن وطلبات دولية بالتوقيف والترحيل،أم أن الأمر يتعلق باختطاف وربما تصفية من طرف عملاء المخزن بأسبانيان حيث سبق مهدي حيجاوي، أن طلب الحماية من المخابرات الإسبانية التي كان تحت حماينها، بعد أن اكتشف أنه مراقب ومطارد ومحاصر من أطراف مغربية كان لصيقة به وبعائلته على مدار أشهر من فراره من المغرب، حيث ترصدته في باريس التي كانت وجهته الأولى بعد انشقاقه، لتطارده حتى داخل الأراضي الاسبانية..
مقال نشرته صحيفة “لاراثون” الاسبانية عن تصريحات حيجاوي أمام القاضي الإسباني ، كشف كيف بدأت قضية انشقاقه ثم فراره ، حيث أرجعها المعني حسب الصحيفة إلى مراسلته للملك محمد السادس وتحذيره مما يحاك حوله، وخاصة من طرف مقربيه، ليفاجئ بصدور أمر باعتقاله ، وهو ما أدى به إلى تهريب عائلته ثم فراره خارج المغرب، فكيف بدأت القصة،
مهدي حيجاوي المولود في ألمانيا، ييُعتبر أبرز الخبراء الأمنيين المغاربة وقد شغل منصب رئيس أمن المنتخب المغربي لكرة القدم خلال كأس العالم 2022 في قطر. وقد كشفت صحيفة” الكونفيدونثيال” الإسبانية قبل أيام ، إن حيجاوي وصل إسبانيا بعد أن فر من فرنسا حيث كان تحت مراقبة لصيقة من عملاء المخزن وقد بلغته أخبارا أنه مشروع صفقة فرنسية مغربية لتسليمه للمغرب، وذلك في ظل ارتماء الإيليزية في حضن النظام المغربي، وهو ما أدى بالحيجاوي إلى مغادرة فرنسا متخفيا، بعد أن اشتم رائحة الصفقة القذرة،،
حيجاوي وحسب الأخبار التي سربتها الصحافة الاسبانية شارك وباعترافه أمام الهيئات القضائية الإسبانية، قبل اختفائه، اعترف أنه في عمليات عديدة داخل إسبانيا نفسه على رأس تلك العمليات، تجنيد سياسيين وصحفيين للدفاع عن الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وكذا تشويه صورة جبهة البوليساريو وربطها بالجماعات الإرهابية. كما أنه وبأوامر ملكية مول وشجع على التظاهر على أبواب سبتة ومليلية للمطالبة بـ “مغربيتهماكما أنه سعى إلى السيطرة على الاتحاد الإسباني للكيانات الدينية الإسلامية الذي يسير المئات من المساجد داخل المملكة.
كما كشف الحيجاوي أن نزيفا حدث في العملاء السريين المغاربة الذين تم زرعهم داخل الاتحاد الأوروبي ليفروا من المهام المكلفين بهم، وقد حددتهم المصادر الإعلامية في عشرات من العملاء قطعوا اتصالاتهم بالمخزن المغربي ورفضوا العودة وعددهم بالعشرات..
مهدي حيجاوي..اختطاف أم تصفية أم اختفاء ارادي؟
قبل أن يختفي بلا أثر يدل عليه ، كان من المفترض أن يقف نائب رئيس المخحابرات المغربية أمام المحكمة الاسبانية في السابع من نوفمبر الفارط ، وأمام غيابه تم تأجيل الموعد إلى 21 من الشهر نفسه، ومع عدم حضوره أصدرت المحكمة مذكرة تفتيش واعتقال ضده في 26 نوفمبر 2024ن لتفاجئ بغيابه وانقطاع أخباره، وهو الأمر الذي طرح تساؤلات إن كان الأمر يتعلق بمغادرة حيجاوي لأسبانيا في سرية تامة، أم أن الامر يتعلق باختطاف خارج القانون وربما تصفية من طرف عملاء المخزن المغربي؟
ما يؤكد أن في الأمر “إن” وأخواتها، حول مصير الرجل، أن سابقة اغتيال المنشقين في الخارج وتصفيتهم لدى النظام معروفة، لذلك، لا يستبعد أن نائب رئيس المخابرات المغربية تم اختطافه وربما ترحيله إلى المغرب في سرية تامة، وهي الشكوك التي طرحتها الصحافة الإسبانية، وخاصة بعد أن زال شغف المخزن وكذا متابعته لقضيته سواء على مستوى الإعلام أو مستوى الدوائر السياسية، وهو ما يلقي نقاط تعجب، عن سر الصمت المغربي فجأة إزاء قضية محورية تتعلق باختفاء من كان الرقم الثاني في جهاز المخزن؟
الأسئلة المعلقة…هل اختار الحيجاوي الاختفاء الإرادي والتبدد عن الانظار، أم أن الأمر أكبر من ذلك، ويحمل تورط أجهزة دولية في تهريبه للمملكة؟
الوكالات/التحرير